مدونه نظم المعلومات الجغرافية: وكيل "المناخ الزراعى": ما حدث ظاهرة شديدة الخطورة لم نشهدها من قبل بمصر

الأحد، 15 مارس 2020

وكيل "المناخ الزراعى": ما حدث ظاهرة شديدة الخطورة لم نشهدها من قبل بمصر

قال الدكتور محمد على فهيم، وكيل المعمل المركزى للمناخ بوزارة الزراعة، إن ما شهدته البلاد من ظاهرة طقس سيئ، لم تحدث من قبل، وهى شديدة الخطورة وأسبابها تلاحم منخفضين جويين من ليبيا وأوروبا، اصطدما فى مصر، موضحاً فى حواره لـ«الوطن»، أن تأثيرها على الزراعة كبير، وستظهر آفات وأمراض ستؤثر سلبياً على المحاصيل الشتوية وعلى رأسها القمح.




أتوقع ظهور آفات كبيرة عقب انتهاء النوة ستؤثر سلبياً على المحاصيل الشتوية وعلى رأسها القمح



بداية ما تقييمك لحالة الطقس التى تمر بها البلاد؟
- تصنف بأنها حالة شديدة الخطورة، تشبّه بالإعصار، فالبلاد شهدت ظاهرة مناخية لم تحدث من قبل، تمثلت فى تساقط أمطار غزيرة وتساقط برد (ثلج) وسيول عارمة وعواصف ترابية ورعدية وصواعق وهجوم البحر، وبرادة حديد قدمت من صحراء ليبيا.




ما تفسيرك لهذه الظاهرة؟
- ما حدث هو تناطح وتلاحم لمنخفضين؛ الأول المنخفض الأوروبى «البارد» الممطر مع منخفض ليبيا الحار الجاف العاصف، ما يفسر تعاقب الفصول الأربعة خلال أيام الخميس والجمعة والسبت، من ارتفاع فى الحرارة، إلى خماسين وعواصف ترابية عاتية، إلى مطر غزير وسيول، إلى برودة شديدة فى الجو، وأخطر ما تشهده البلاد هو العواصف الرعدية لأول مرة، وهى صواعق كهربائية تحدث فى مطروح، لذلك على المواطنين الابتعاد عن محولات الكهرباء والألواح المعدنية.




وما تقسيم الفصول الأربعة على الخريطة الجغرافية للبلاد؟
- يوم الأربعاء الماضى حدث ارتفاع مؤقت وسريع فى الحرارة من بعد ظهر يوم الأربعاء، وفى مناطق مصر الوسطى وجنوب الصعيد بالتحديد والدلتا دون باقى المناطق، ثم الهبوط الشديد فى درجات الحرارة والرياح الشديدة العاصفة والأمطار الغزيرة والرعدية الخميس وحتى ليل السبت، على أن تختلف شدة التقلبات من منطقة لأخرى وليس جميع الأماكن متساوية.




ما أبرز المناطق المتأثرة بحالة الطقس؟
- جميع السواحل الشمالية ومحافظات الدلتا ومدن القناة وإقليم القاهرة الكبرى وأقصى شمال الصعيد وجنوبه وكل الظهير الصحراوى والواحات وسيناء، إلا أن أكثر المناطق تضرراً كانت مطروح والضبعة والعلمين، فقد شهدت تساقط كمية أمطار لم تحدث من قبل وصلت إلى 60 ملليمتراً وصواعق رعدية.




هل يمكن أن نتوقع تأثير موجة الطقس على المحاصيل الشتوية؟
- ستحدث زيادة فى حدة الظروف المناسبة تماماً لانتشار الصدأ الأصفر على الزراعات المتأخرة من القمح فى كل الدلتا وحتى شمال الصعيد، ما يؤدى إلى ارتباك فى عمليات النمو والتحجيم للبطاطس الصيفية والنمو فى الفاصوليا والتلوين فى الطماطم وعمليات ملء الحبوب فى الفول والبسلة والكمون واليانسون والحمص والحلبة، كما ستتأثر عمليات الإخصاب والعقد فى معظم أشجار الفاكهة كالمانجو والعنب والزيتون والنخيل.




هل تتوقع ظهور آفات جديدة؟
- الأمطار سوف تؤدى إلى زيادة انتشار حشرات المنّ على البطاطس الصيفية والفاصوليا ومعظم محاصيل الخضر والعنكبوت الأحمر على معظم الزراعات، وسوف تحدث زيادة مناسبة للفحة الساق الصمغية وعفن الساق فى الكنتالوب والبطيخ والخيار، والتبقع البكتيرى على الطماطم، وإعفان الجذور فى الفاصوليا.



هل توجد فوائد لما حدث على مصر؟
- تم شحن الخزان الجوفى بكميات كبيرة من الأمطار، كما تم غسل التربة من الملوثات خاصة فى المناطق الشمالية وتغذيتها بالنيتروجين، كما أن ابن خلدون ذكر فى مقدمته عن فوائد الأتربة فى قتل الحشرات والآفات وهو بالمناسبة ثابت علمياً.




ما المهام التى يقوم بها المعمل؟
- منذ إنشائه بدأ المعمل فى «اقتحام» كل فروع العلوم الزراعية بوتيرة متسارعة وجريئة ولاقى الكثير من الصعوبات والمشكلات وأحياناً المعوقات، إلا أن المعمل له السبق فى كثير من التخصصات الجديدة والمتجددة، فهو أول من استخدم «الكمبيوتر» بكثافة وبأحدث برامج التشغيل وهو أول من تعامل مع محطات الرصد الجوى «الزراعى» الأوتوماتيكية، وهو أول من تعامل «مبكراً» مع تكنولوجيا الزراعات المحمية، وهو أول من تعامل مع تكنولوجيا التعامل مع النباتات ككائنات «منفردة» باستخدام أجهزة قياس البخر وقياس مساحة وحرارة الورقة، وأجهزة تتبع حركة الماء حول منطقة الجذور، وتعامل المعمل عبر كوادره المدربين مع «صور الأقمار الصناعية» ونظم المعلومات الجغرافية وأجهزة تحديد المواقع.



وأين وصل حال المعمل فى الوقت الحالى مع اختلاف وتغير وتعاقب الوزراء؟
- مع مرور الوقت تم إهمال هذا الصرح تماماً، فمكث سنوات بدون ميزانية، ما أثر على أنشطته لخدمة قطاع الزراعة، ولأنه دائماً «يغرد خارج السرب» ولديه كوادر نشأت وتهيأت للعمل «الشاق» وتحدى الظروف، فقد اجتهد الباحثون كل فى تخصصه واستمروا فى عملهم بنفس وتيرة ما سبق من «أيام مجد المعمل» واستطاعوا توفير ما يسد «رمق» المعمل بجهود ذاتية بحتة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق